ليتهم يستمعون لهذا النداء

بعد ايام تعد على الاصابع يهل علينا شهر مبارك يحمل لنا فى ايامه و بين لياليه اعظم البشرى بالرحمه و المغفره و كل الامل بالعتق من النار و بهذه المناسبه فلبت فى الذاكره لاكتشف انى لا احتفظ الا بملامح قليله عن رمضان الذى عشته فى طفولتى عندما كان رمضان شهرا للعباده لا يتوقف فيه العمل و لا يتغير فيه شيئ من نمط الحياة الا الزياده فى الجرعات الدينيه و الاكثار من الصلاة ليلا و قراءة القرآن نهارا

أتذكر أننا كنا ننام مبكرا ثم يعود الكبار ليستيقظوا لتناول طعام السحور و صلاة الفجر قبل أن يعودوا للنوم ، ثم حصلت انعطافة حادة في عادات رمضان لا أعرف متى كانت تحول فيها الناس الى السهر حتى وقت السحور ثم النوم و اليوم لا ينامون حتى يعودوا من أعمالهم ثم يتوسدون الوسائد حتى موعد الافطار و ربما تناوله بعضهم في أحلامه!!

ايضا كانت برامج التلفزيون في رمضان تمتاز ببساطتها و عفويتها و تأثرها بروحانية الشهر، أما اليوم فان رمضان أصبح موعدا عند الفضائيات لتبث خلاله برامج يفترض أن تستحي من بثها في الأشهر العادية فكيف بشهر رمضان المبارك.. و باتت مسلسلات رمضان تتسابق على استعراض مفاتن الممثلات بعد أن صنعتها طبقات المساحيق الكثيفة و ضاقت الأجساد بما ترتديه أو ينحسر عنها !!

لم يعد لرمضان لمسة ايمانية صرفة الا عند المؤمنين المتفرغين للتعبد فيه أو اولئك الذين استطاعو الموازنة بين العبادة و الترويح ، أما من انجرفوا لتكون ساعات رمضان و أيامه كلها ساعات للسهر في المقاهي و المطاعم و الترفيه المسرف فانهم لا يعرفون رمضان و هو ليس بالنسبة لهم الا فرصة لعيش نمط مختلف في مواقيته و أجوائه من حياتهم!!

كم أشتاق لرمضان الذي لمحته في طفولتي ، و كم أشتاق لرمضان يدعه لنا أهل الفضائيات و المقاهي بسلام ويعتبرونه اجازة لهم و لو لمرة واحدة!! ما رايكم اعضاء منتدى تعب قلبى الاعزاء هل من الممكن ان تستمع المقاهى و الفضائيات لهذا النداء و تستجيب لهذا الرجاء ؟

كل عام و انتم جميعا بخير